فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



واقتضى المقام هنا حديثا عن آدم وبنيه! لقد كان آدم جديرا بأن يكون أفضل حالا ومآلا بعدما اصطفاه الله وأعلى شأنه، وأسجد له ملائكته، وكان بنوه جديرين بأن يكذبوا ظنون إبليس، بعد ما أفاء الله عليهم من نعمائه ما يلهج الألسنة بالشكر {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} لكن آدم وهن عزمه، وأبناءه نسوا الجميل الذي يمرحون فيه، فلم يكن من مؤاخذتهم بد، وجاء في هذا القرآن من شأنهم ما يثير الدهشة، فلنتدبره لنعرف كيف نفعل..؟! إن الله منحنا العقول لنفكر ونحكم، ونميز الحسن من القبيح والطيب من الخبيث، وما قيمة عقولنا إذا لم نفعل ذلك؟، وما انتفاع أخى الدنيا بناظره! إذا استوت عنده الأنوار والظلم؟، وعندما نقول لرجل: واحد وواحد تساوى اثنين، فيقول لك: لا أصدق حتى تنقل الجبل من مكانه، أفترى أن لهذا القائل منطقا جديرا باحترام؟. إن محمدا رسول الله بذل جهده في إثبات أن الله واحد، وأن وجوده الأعلى أصدق من كل وجود، فقيل له: بل أصنامنا أولى بالتقدير! وتحدوه أن يأتى بمعجزة تصدقه!، ولو أن هؤلاء أصحاب نفوس سوية وعقول سليمة لجاز أن يتنزل القدر الأعلى ويجيبهم إلى ما يريدون، المشكلة أن كفرهم يبقى بعدما يجابون {.. فليأتنا بآية كما أرسل الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون}؟. لقد طلب أهل مكة من محمد أن يجعل الصفا ذهبا، حتى يصدقوا رسالته! فكيف إذا حول لهم الجبل إلى ذهب ثم ظلوا على تكذيبهم؟ إنه مهلكهم يقينا، إن اللعب مع السماء لا يسوغ، وفى هذه السورة الإسراء يقول الله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}. على أن قريشا لم تطلب خارقة ما، بل حددت بضع خوارق عدتها عدا {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا}؟.
الواقع أن الله لو حقق لهم ما يطلبون ما خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، كما قال في مكان آخر: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون}. إن العناد ملك قلوبهم، وليس الكفر عرضا سريعا يمر ببعض الناس، إنه مزيج من الحسد والغباء، والطمع والأثرة، والبعد عن الكفر يتطلب عقلا واعيا، وحكما عادلا، وخلقا زاكيا، والمعركة بين الكفر والإيمان ليست جولة سريعة، إنها صراع يظل سنين {ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة..}!! {فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}، ومحمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ إمام أولى العزم الذين جاهدوا الضلال الأزمنة الماضية، وهو في الجزيرة العربية لن ينشغل بمآرب كفارها ومقترحاتهم، فرسالته العامة إصلاح الخلل في كل نفس، في أية قارة، إلى أن تقوم الساعة، ويزيد عبؤه جسامة إلى أنه يعتمد في نجاحه ـ بعد تأييد الله ـ على تحريك العقول وهر التقاليد، ومعالجة العوج البشرى بالهوينى، حتى يسلس قياده! ويالها من مهمة!!. هؤلاء كبراء يرفضون أن تجمعهم مع جماهير الناس ساحة، وقديما قالوا لنوح: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون * إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين}. إنهم يطلبون من محمد أن يجعل لهم مكانة خاصة إذا أراد أن يؤمنوا له!!، وقد ينفق من وقته واهتمامه الكثير ليعالج زعيما إذا آمن تبعته ألوف من الأنصار! وربما أخذ هذا الوقت من حق آخر فقير..! وفى هذا يقول الله له: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}. إن سياسة الدعوة شيء، والانحرافات الخلقية شيء آخر، وقد عاتب الله نبيه لانشغاله بأحد الكبراء عن أحد الضعفاء، والسياق كله تنبيه إلى كيدهم وتحذير من ملاينتهم.، وتلا ذلك كشف عن خباياهم وعما يبيتون لدعوة الإسلام من شرور: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا} إنهم أحرجوه في مكة كل الحرج، وكانوا قد رأوا إخراجه، ثم اختاروا قتله، وقد خرج الرسول مهاجرا، ونجاه الله من كيدهم، ولم يلبثوا إلا قليلا بعده حتى انتصر الإسلام وعاد إلى مكة ظافرا.، وصدق الله وعده، وبعد جهاد الدعوة جاء جهاد العبادة، فكلف الرسول بالصلاة ليلا ونهارا {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}. إننى ألفت كتابي فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء وقد تملكنى شعور بأن الأرض من الأزل إلى الأبد لم تشهد ذاكرا عابدا متفننا في الثناء على الله وتمجيده وتقديسه كما رأت ذلك في سيرة محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وآثاره في كتابه وسنته ناطقة بهذه الحقيقة!. إن محمدا كلمة الله الأخيرة إلى الناس، واللبنة التى تم بها بنيان النبوات الأولى، وقد كان أهل الكتاب يشعرون بأن هناك نبيا قادما، ويجدون فيما لديهم ما يدعو إلى ارتقابه وتصديقه. فلما جاء سارع المخلصون إلى اتباعه، قال تعالى: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا * قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا}، والتاريخ العالمى يذكر أن نصارى الشام ومصر سارعوا إلى الدخول في الإسلام بعد زوال الاستبداد الرومانى، ثم حملوه مع العرب إلى آفاق العالمين، مصداق هذه الآيات الكريمة، وإشارة بصدق هذا الجمهور الكبير من أهل الكتاب الذين آمنوا وأخلصوا. اهـ.

.في رياض آيات السورة الكريمة:

.فصل في أسرار ترتيب السورة:

قال السيوطي:
سورة بني إسرائيل:
اعلم أن هذه السورة والأربع بعدها من قديم ما أنزل أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء من العتاق الأول، وهن من تلادى وهذا وجه في ترتيبها، وهو اشتراكها في قدم النزول، وكونها مكيات، وكونها مشتملة على القصص وقد ظهر لي في وجه اتصالها بسورة النحل: أنه سبحانه لما قال في آخر النحل: {إِنما جعلَ السبت على الذين اختلفوا فيه} فسر في هذه شريعة أهل السبت وشأنهم، فذكر فيها جميع ما شرع لهم في التوراة، كما أخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال: التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل وذكر عصيانهم وفسادهم، وتخريب مسجدهم، ثم ذكر استفزازهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإرادتهم إخراجه من المدينة ثم ذكر سؤالهم إياه عن الروح، ثم ختم السورة بآيات موسى التسع، وخطابه مع فرعون: وأخبر أن استفزازهم للنبي صلى الله عليه وسلم ليخرجوه من المدينة هو وأصحابه كنظير ما وقع لهم مع فرعون لما استفزهم، ووقع ذلك أيضًا ولما كانت هذه السورة مصدرة بقصة تخريب المسجد الأقصى أسرى بالمصطفى إليه، تشريفًا له بحلول ركابه الشريف فلله الحمد على ما ألهم. اهـ.

.تفسير الآية رقم (1):

قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
لما كان مقصود النحل التنزه عن الاستعجال وغيره من صفات النقص، والاتصاف بالكمال المنتج لأنه قادر على الأمور الهائلة ومنها جعل الساعة كلمح البصر أو أقرب، وختمها بعد تفضيل إبراهيم عليه السلام والأمر باتباعه بالإشارة إلى نصر أوليائه- مع ضعفهم في ذلك الزمان وقلتهم- على أعدائه على كثرتهم وقوتهم، وكان ذلك من خوارق العادات ونواقص المطردات، وأمرهم بالتأني والإحسان، افتتح هذه بتحقيق ما أشار الختم إليه بما خرقه من العادة في الإسراء، وتنزيه نفسه الشريفة من توهم استبعاد ذلك، تنبيهًا على أنه قادر على أن يفعل الأمور العظيمة الكثيرة الشاقة في أسرع وقت، دفعًا لما قد يتوهم أو يتعنت به من يسمع نهيه عن الاستعجال وأمره بالصبر، وبيانًا لأنه مع المتقي المحسن، وتنويهًا بأمر محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإعلامًا بأنه رأس المحسنين وأعلاهم رتبة وأعظمهم منزلة، بما آتاه من الخصائص التي منها المقام المحمود، وتمثيلًا لما أخبر به من أمر الساعة فقال تعالى: {سبحان} وهو علم للتنزيه، دال على أبلغ ما يكون من معناه، منصوب بفعل متروك إظهاره، فسد مسده {الذي أسرى} فنزه نفسه الشريفة عن كل شائبة نقص يمكن أن يضفيها إليه أعداؤه بهذا اللفظ الأبلغ عقب الأمر بالتأني آخر النحل.
كما نزه نفسه الشريفة بذلك اللفظ عقب النهي عن الاستعجال في أولها، وهو راد لما علم من ردهم عليه وتكذيبهم له إذا حدثهم عن الإسراء، وفيه مع ذلك إيماء إلى التعجيب من هذه القصة للتنبيه على أنها من الأمور البالغة في العظمة إلى حد لا يمكن استيفاء وصفه.
ولما كان حرف الجر مقصورًا على إفادة التعدية في سرى الذي بمعنى أسرى وكان أسرى يستعمل متعديًا وقاصرًا عبر به، واختير القاصر للدلالة على المصاحبة زيادة في التشريف فقال تعالى: {بعبده} أي الذي هو أشرف عباده وأحقهم بالإضافة إليه الذي لم يتعبد قط لسواه من صنم ولا غيره لرجاء شفاعة ولا غيرها.
ولما كان الإسراء هو السير في الليل، وكان الشيء قد يطلق على جزء معناه بدلالة التضمن مجازًا مرسلًا، نفي هذا بقوله تعالى: {ليلًا} وليدل بتنوين التحقير على أن هذا الأمر الجليل كان في جزء يسير من الليل، وعلى أنه عليه الصلاة والسلام لم يحتج- في الإسراء والعروج إلى سدرة المنتهى وسماع الكلام من العلي الأعلى- إلى رياضة بصيام ولا غيره، بل كان مهيئًا لذلك متأهلًا له، فأقامه تعالى من الفرش إلى العرش {من المسجد الحرام} أي من الكعبة المشرفة مسجد إبراهيم عليه السلام، قيل: كان نائمًا في الحطيم، وقيل: في الحجر، وقيل: في بيت أم هانئ- وهو قول الجمهور، فالمراد بالمسجد حينئذ الحرم لأنه فناء المسجد {إلى المسجد الأقصا} أي الذي هو أبعد المساجد حينئذ وأبعد المسجدين الأعظمين مطلقًا من مكة المشرفة، بينهما أربعون ليلة، فصلى بالأنبياء كلهم: إبراهيم وموسى ومن سواهما- على جميعهم أفضل الصلاة والسلام، ورأى من آياتنا ما قدرناه له، ورجع إلى بين أظهركم إلى المسجد الأقرب منكم في ذلك الجزء اليسير من الليل وأنتم تضربون أكباد الإبل في هذه المسافة شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، ثم وصفه بما يقتضي تعظيمه وأنه أهل للقصد فقال تعالى: {الذي باركنا} أي بما لنا من العظمة، بالمياه والأشجار وبأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة وموطن العبادات ومعدن الفواكه والأرزاق والبركات {حوله} أي لأجله فما ظنك به نفسه! فهو أبلغ من {باركنا فيه} ثم منه إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى إلى ما لم ينله بشر غيره صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشرف وكرم وبجل وعظم دائمًا أبدًا؛ ولعله حذف ذكر المعراج من القرآن هنا لقصور فهومهم عن إدراك أدلته لو أنكروه بخلاف الإسراء، فإنه أقام دليله عليهم بما شاهدوه من الأمارات التي وصفها لهم وهم قاطعون بأنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يرها قبل ذلك، فلما بان صدقه بما ذكر من الأمارات.
أخبر بعد ذلك من أراد الله بالمعراج؛ ثم ذكر سبحانه الغرض من الإسراء بما يزيد في تعظيم المسجد فقال: {لنريه} بعينه وقلبه {من ءاياتنا} السماوية والأرضية كما أرينا أباه الخليل عليه السلام ملكوت السماوات والأرض، وجعل الالتفات لتعظيم الآيات والبركات؛ روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال: أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما فأخذ اللبن فقال جبرئيل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.
وعن جابر رضي الله عنهم سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه».
ولما كان المعول عليه غالبًا في إدراك الآيات حس السمع والبصر، وكان تمام الانتفاع بذلك إنما هو بالعلم، وكان سبحانه قد خص هذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كمال الحس مما يعد معه حس غيره عدمًا، عبر عن ذلك كله بقوله تعالى: {إنه} أي هذا العبد الذي اختصصناه بالإسراء {هو} أي خاصة {السميع} أي أذنًا وقلبًا بالإجابة لنا والإذعان لأوامرنا {البصير} بصرًا وبصيرة بدليل ما أخبر به من الآيات، وصدقه من الدلالات، حين نعت ما سألوه عنه من بيت المقدس ومن أمر عيرهم وغيرهما مما هو مشهور في قصة الإسراء مما كان يراه وهو ينعت لهم وهم لا يرونه ولا يقاربون ذلك ولا يطمعون فيه، وقال من كان دخل منهم إلى بيت المقدس: أما النعت والله فقد أصاب، أخبرنا عن عيرنا، فأخبرهم بعدد جمالها، وأحوالها وقال: تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق، فخرجوا ذلك اليوم نحو الثنية يشتدون، فقال قائل: هذه والله الشمس قد طلعت، فقال آخر: وهذه والله العير قد أقبلت، يقدمها جمل أورق كما قال محمد، ثم لم يؤمنوا وقالوا: إن هذا إلا سحر مبين.
قال الإمام الرازي في اللوامع: وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبصر جميع ما في الملكوت بالعين المبصرة مشاهدة لم يسترب فيه حتى روي أنه قال: «رأيت ليلة أسري بي إلى العلى الذرة تدب على وجه الأرض من سدرة المنتهى» وذلك لحدة بصره، والبصر على أقسام: بصر الروح، وبصر العقل الذي منه التوحيد، وبصر القربة الذي خص به الأولياء وهو نور الفراسة، وبصر النبوة، وبصر الرسالة.
وهذه الأبصار كلها مجموعة لرسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشرف وكرم وبجل وعظم دائمًا أبدًا، وله زيادة بصر قيادة الرسل وسيادتهم، فإنه سيد المرسلين وقائدهم، وكان مطلعًا على الملك والملكوت كما قال: زويت لي الأرض مشارقها ومغاربها- انتهى.